تحكى أسطورة إيزيس وأوزوريس قصة الملك الطيب الخير أوزوريس الذى قتل على يد أخيه الشرير ست نتيجة للغيرة والضغينه.
وقد ألقى بجسد أوزوريس فى النيل، غير أن زوجته المخلصة إيزيس ظلت تبحث حتى عثرت عليه فى أحراش الدلتا. وعن طريق السحر الذى كانت تمارسه وتتسيده، اصبحت حاملاً.
أسطورة إيزيس و أوزوريس على الرغم من أنها صراع
بين الخير والشر - فى الأساس - إلا أنها أيضا تعد
إحدى قصص الحب و الإخلاص .
والأسطورة -بالتفصيل - تقول إن إيزيس وأوزوريس كانا
الهين حقا ولكنهما عاشا بين البشر طويلا حتى تشربا بأفكارهم وتأثرا
بعواطفهم أحزانهم و أفراحهم آمالهم ومخاوفهم حتى أصبحا أنصاف بشر يتأثران
وينفعلان كالناس سواء بسواء .
والأسطورة تقول إن أوزوريس إله الخير جاء إلى ارض مصر فى صورة رجل طيب اخذ
يعلم الناس ما يحتاجونه من أمور دنياهن فى الحقول بينما كانت إيزيس برفقته
تقوم بمهامها بين الناس فى البيوت و بين النساء .
فلما مات ملك البلاد اختار الناس أوزوريس ليكون حاكما للبلاد.وبحكم
أوزوريس عم البلاد الخير والرخاء إلى أن ظهر أخيه ست وبدأت معه تظهر بعض
المصائب و لا يفوت الأسطورة أن تذكر لنا أن ست كان قبيح الخلقة مشروم
الشفة حتى تظهر أنيابه منها ولعل هذا يغفر عدم ذكر السبب الأساسي لكره ست
لأخيه أوزوريس فدائماً الفشل يكره النجاح و القبح يكره الجمال .
ويحتال ست على أخيه فيعطيه هدية نفيسة عبارة عن عباءة من قماش نفيس جدا
يحوز إعجاب الملك الإله ثم يدعوه إلى سهرة فتظهر إيزيس عدم اطمئنانها إلى
هذه الدعوة ولكن أوزوريس لم يلتفت إلى أحاسيس زوجته الوفية التى تتراقص
أمامها أشباح المكيدة دون دليل واضح . وفى الاحتفال الذى أعده ست لأخيه
دارت الكؤوس ومعها الرؤوس ثم عرض ست التابوت الذى كان قد أعده مسبقا و
عرضه على الجمع الذى اعجب به وقال انه سيهدى هذا الصندوق- البديع الصنع
المزخرف بالنقوش والموشى بالذهب- إلى الشخص الذى يطابق الصندوق مواصفات
جسده و بعد أن جرب كل الموجودين فى الاحتفال الصندوق اتضح انه لا يوافق
جسد أى منهم أشار ست على أخيه الملك بأن يجرب لعله يفوز بهذا الصندوق
الجميل وبعد أن اعرض الملك فى البداية عن الفكرة انصاع لرغبة أخيه وقام من
مجلسه ومشى فى خطوات ثابتة إلى التابوت وهولا يلحظ هذا الشرر الذى يخرج من
عينى أخيه. وما أن جلس أوزوريس فى التابوت
وقبل أن يظهر الحاضرون عجبهم من المطابقة الشديدة . أخذ ست الغطاء و أغلقه
على جسد أخيه واغلق الأقفال وصب عليه الرصاص السائل لأحكام الأقفال .
تقول الأسطورة أن ست قام بمحاولة الاستيلاء على المدينة لكن أوزوريس دافعت
عن مدينتها و سلامة شعبها إلى أقصى ما تستطيع لكن الأيام دول تمكن الغادر
من دخول المدينة وظن أنه سينال من الملكة لكن التعاويذ التى تعلمتها إيزيس
من كبير الآلهة جاء وقتها و عندما دخل ست إلى قصرها كانت تتلو هى إحدى
التعاويذ القوية آلتى تحولت بواسطتها إلى طائر صغير استطاع أن يفر من خلال
النافذة بينما يقف ست مبهوتاً خائب الأمل .
حينما طارت إيزيس عن القصر لم تكن قد حددت وجهة معينة لتبحث فيها عن زوجها
وحبيبها لكنها كانت تهبط من وقت لآخر إلى الأرض تسأل من تستشف فيه أن تجد
لديه العون .. ولكن انقضت أيام طويلة ولم تعثر على اثر لجسد الحبيب .
وفيما هي تطير فوق النهر وجدت امرأة بجوار النهر فتجسدت إيزيس و نزلت
تسألها عن التابوت فقالت لها المرأة : ـ إن الجنيات قد ظهرن لزوجها و
اخبرنه أنهن رأين تابوتا يطفوا على وجه الماء و يشع من حوله النور واخبرنه
أن هذا الصندوق يحتوى على جسد الملك أوزوريس ولكن زوجها لم يصدق ذلك لأن
الملك موجود فى طيبة